لماذا لا تفتح النيابة العمومية تحقيقا جديا في عملية هروب رجل الأعمال مراد الخشين وزوجته من الحجر الصحي في نزل بشط مريم لتكشف من قام بتهريبه بعد كشف مكالماته الهاتفية بتسخير عدلي. ؟ وماذا ينتظر جهاز الأمن في نابل لتقديمه للبحث والتحري لدى القضاء في محكمة سوسة 2..
يبدو أن عملية الحجر الصحي في هذا النزل بالذات دخلت ميدان التمكميك بين السلط الجهوية وأصحاب المحلات السياحية المهملة والراكدة دون حرفاء.. إذ يبدو أن صاحب نزل شط مريم له عديد القضايا المنشورة ضده في خصوص الإعتداء على الملك البحري حيث سبق للسلط الجهوية أن قامت بهدم مطعم تابع لسي نضال الذي سخر نزله في شط مريم مقابل 50 دينار على الرأس يوميا رغم أن الإيواء فيه غير متطابق للشروط الصحية بتاتا.. ورغم أنّ قرار الحجر الصحي للمسافرين القادمين في تلك الليلة الشنعاء لا رجعة فيه لأسباب وقائية حيث كان من بين القادمين من الخارج رجل الأعمال مراد الخشين الذي إقترح في المطار على الساهرين علي تنفيذ قرار الحجر الصحي بنقل جميع الوافدين معه وهم 164 نفرا إلى نزله مجانا Les orangers في الحمامات إلاّ أنّ التعليمات كانت صارمة بتحويل الجميع إلى شط مريم في نزل لا يحترم أدنى الشروط الصحية..
وفي المقابل وقعت شوشرة عند وصول الحافلات بحمولة 164 مسافر رأى فيها صاحب النزل "نضال" غنيمة تجارية وسياحية تنشط مداخيله الراكدة منذ مدة وخاصة حين قدمت التعزيزات الأمنية لتمكين الوافدين من دخول النزل المهمل في شط مريم.. ولا يفوت التذكير أنّ مكان إقامة أصحاب الحجر الصحي يرجع بالنظر إلى الحرس الوطني.. وبصورة أوضح يرجع بالنظر إلى عدنان المنيسي مدير العام للأمن العمومي للحرس الوطني منذ 6 سنوات وهو صديق لرجل الأعمال مراد الخشين الموجود ضمن الوافدين والذي رأي في إقامته بذلك النزل إهانة له وزوجته إذ بعد أن قضى تلك الليلة في ظروف غير لائقة إرتآي الإستنجاد من صباح الغد بصديقه عدنان الحرس لإنقاذه من الورطة التي وقع فيها بإنضباطه منذ عودته إلى تونس..
قام بتنسيق خروجه من النزل المحاصر بترسانة أمنية من الحرس والعودة إلى بيته أو نزله بالحمامات والإلتزام بالحجر الصحي مع سي عدنان المنيسي.. ومنذ ذلك الحين تناقلت وسائل الإعلام الخبر دون معرفة الطرف الذي شارك مراد الخشين في الهروب من النزل دون أن يتفطن أحد أنّ المدير الأمن العمومي للحرس الوطني عدنان المنيسي الذي توسط في ذلك وهو المعروف لدى زملائه بتشييد منزل في آل بورقيبة بالمنستير تبلغ قيمته أكثر من مليارين متأتية من عائدات أتاوي ورشاوي رؤساء الفرق و رؤساء المناطق والمراكز المعينين حسب رغباتهم الشخصية بعد دفع مبالغ مالية متفاوتة لتعيينهم في تلك المواقع والخطط.. إذن لا خوف عليهم من الفقر خاصة إذا تعلق الأمر بتنفيذ القانون على أصحاب المال والأعمال بإطارات أمنية فاسدة..
نحن لا نلوم مراد الخشين في رفض الإقامة والحجر الصحي في إسطبل شط مريم.. ولكن تدخل المدير العام للأمن العمومي للحرس الوطني عدنان المنيسي كان وراء بث البلبلة والفتنة بين المسؤولين الجهويين والنواب في سوسة حول عملية تهريب مراد الخشين من الحجر الصحي.. علما وأنّ المنتفع الأصلي في كل ما حدث هو صاحب النزل المهمل سي نظال المدمن على تعاطي المخدرات الذي يلقى دعما وإستحسانا من والى سوسة لموقفه الإنساني والسليم في خدمة أولاد بلادو القادمين من السفر في ظروف حرجة.. ولكن ما ثماش قطوس يصطاد لربي خاصة وأنّ كرم صاحب النزل يطول والي الجهة والمعتمد الأول في تنشيط نزله المهجور في شط مريم..
كل ما حدث في شط مريم في تلك الليلة الشنعاء يدخل في جوقة "أطعم الفم تستحي العين"... وهو أسلوب بعثر تنفيذ الحجر الصحي بكل شفافية في منطقة سوسة وغيرها بعد أن إستثني بعض أصحاب النزل المعروفين والبعيدين عن التمكميك في تعبئة نزلهم في مثل كساد هذه الظروف..
موضوع للمتابعة سواء تحركت النيابة العمومية في سوسة 2 أو تجاوزت ذلك لمواصلة سباتها لمزيد تأجيج الفتنة في البلاد بين مواطنين من درجة عليا ومواطنين من درجة سفلي..
فهل يستفيق وزير الصحة الذي ترك 162 من الغنم والأبقار في إسطبل شط مريم بدعوى الحجر الصحي الذي تحول إلى عقوبة أشد من السجن وظروفه القاسية..
د. الصحبي العمري
عميد شبكة المدونين الأحرار
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire